صعد إلى المنصة بنشاط واضح، توجه نحو الطاولة المستطيلة ذات الغطاء الأخضر، كانت تتوسطها باقة من الزهور نسقت أجزاؤها بعناية، وبالجوانب صفت قنينات الماء المعدنية محاذية للكؤوس البيضاء الناصعة، تزاحم ميكروفونات ثلاثة نصبت استعدادا لنقل الصوت وتوزيعه بالقاعة الواسعة.
اتخذ مجلسه مقابل الميكروفون الوسط، بجانبيه جلس المشاركان في الندوة، تنحنح قليلا وكأنه يجس الصوت ويجرب مدى وصوله عبر الجهاز العجيب، وضع ملفه أمامه وجذب منه أوراقه، تأملها قليلا وتأكد من ترتيبها، نظر إلى رفيقيه وكأنه ينتظر إشارة الانطلاق..
وكانت القاعة في غاية الهدوء!
شرع يلقي عرضه متحمسا، كان صدى صوته يتردد بوضوح تام عبر الأبواق المنتشرة في أركان القاعة، وكان متأكدا أن أفكاره وآراءه تصل دون غموض أو إبهام، خصوصا وأن القاعة...
كانت في غاية الهدوء!
ارتاح للصمت المهيمن، واعتبره عنوانا للإصغاء والمتابعة، شعر بمتعة وهو يسترسل في إلقاء عرضه، وغمرته النشوة عندما شعر أن أفكاره تلقى اهتماما وقبولا، الأمر الذي جعله أكثر استعدادا للشرح الدقيق والتحليل الواسع والإطناب المتطرق لأدق الجزئيات بأدق الصيغ والعبارات..ولم يكن هناك ما يزعجه..
لأن القاعة طبعا ..في غاية الهدوء!
تابع القراءة مرتاحا، وخطر بباله - دون أن يفقد تركيزه - ما يحدث في كثير من الندوات التي تختلط فيها الأصوات، ويكثر فيها الضجيج وعدم الإصغاء، بل يحدث أحيانا أن يقاطع صوت الحاضر مرارا بسبب التدخلات البليدة التي لا تحترم انتهاء العرض ولا تنتظر الدور..وازداد ارتياحه، وحمد الله على انعدام أي تشويش بالقاعة يعرقل قناة التواصل..واقتنع بأن ذلك من سمات الوعي الثقافي والحضاري.
واسترسل يقرأ ..ويقرأ..ويقرا دون شعور بالتعب أو الانزعاج..كل شيء مريح بهذه القاعة الجميلة التنسيق. اللافتات معلقة على الجدران تعلن بخط جميل ملون عن عنوان الندوة وعن المشاركين فيها..وكان اسمه بارزا وسط الأسماء..وبالزوايا علقت الأبواق ذات الجودة العالية في المحافظة على أمانة الصوت، وببعض الأركان وضعت موائد صغيرة صفت عليها مؤلفات المشاركين في الندوة ، والتي تعرض في مثل هذه المناسبات ليقتنيها الحاضرون..ازداد قلبه انشراحا لهذا النظام والتنسيق .. وازداد ارتياحا لهذا الهدوء الذي يفسح المجال للقول..
وما أجمل أن تكون القاعة في غاية ... الهدوء!!
....
....
....
ومر وقت لا يعلم إن كان قصيرا أو طويلا..أحس أنه انتهى من عرضه دون أن يفقد نشاطه ومتعته، شعر بنوع من الرضى يغمر نفسه، واقتنع أنه نجح في إيصال رهاناته..وأن خطابه قد هيمن على القاعة كلها..جمع أوراقه.. وضعها داخل ملفه الأنيق..طاف بعينيه هنا وهناك وكأنه يبحث عن شيء، أو ينتظر شيئا..وظل الصمت الجميل مهيمنا على كل الأرجاء..ذلك أن الكراسي بالقاعة ..
كانت فارغة!!
اتخذ مجلسه مقابل الميكروفون الوسط، بجانبيه جلس المشاركان في الندوة، تنحنح قليلا وكأنه يجس الصوت ويجرب مدى وصوله عبر الجهاز العجيب، وضع ملفه أمامه وجذب منه أوراقه، تأملها قليلا وتأكد من ترتيبها، نظر إلى رفيقيه وكأنه ينتظر إشارة الانطلاق..
وكانت القاعة في غاية الهدوء!
شرع يلقي عرضه متحمسا، كان صدى صوته يتردد بوضوح تام عبر الأبواق المنتشرة في أركان القاعة، وكان متأكدا أن أفكاره وآراءه تصل دون غموض أو إبهام، خصوصا وأن القاعة...
كانت في غاية الهدوء!
ارتاح للصمت المهيمن، واعتبره عنوانا للإصغاء والمتابعة، شعر بمتعة وهو يسترسل في إلقاء عرضه، وغمرته النشوة عندما شعر أن أفكاره تلقى اهتماما وقبولا، الأمر الذي جعله أكثر استعدادا للشرح الدقيق والتحليل الواسع والإطناب المتطرق لأدق الجزئيات بأدق الصيغ والعبارات..ولم يكن هناك ما يزعجه..
لأن القاعة طبعا ..في غاية الهدوء!
تابع القراءة مرتاحا، وخطر بباله - دون أن يفقد تركيزه - ما يحدث في كثير من الندوات التي تختلط فيها الأصوات، ويكثر فيها الضجيج وعدم الإصغاء، بل يحدث أحيانا أن يقاطع صوت الحاضر مرارا بسبب التدخلات البليدة التي لا تحترم انتهاء العرض ولا تنتظر الدور..وازداد ارتياحه، وحمد الله على انعدام أي تشويش بالقاعة يعرقل قناة التواصل..واقتنع بأن ذلك من سمات الوعي الثقافي والحضاري.
واسترسل يقرأ ..ويقرأ..ويقرا دون شعور بالتعب أو الانزعاج..كل شيء مريح بهذه القاعة الجميلة التنسيق. اللافتات معلقة على الجدران تعلن بخط جميل ملون عن عنوان الندوة وعن المشاركين فيها..وكان اسمه بارزا وسط الأسماء..وبالزوايا علقت الأبواق ذات الجودة العالية في المحافظة على أمانة الصوت، وببعض الأركان وضعت موائد صغيرة صفت عليها مؤلفات المشاركين في الندوة ، والتي تعرض في مثل هذه المناسبات ليقتنيها الحاضرون..ازداد قلبه انشراحا لهذا النظام والتنسيق .. وازداد ارتياحا لهذا الهدوء الذي يفسح المجال للقول..
وما أجمل أن تكون القاعة في غاية ... الهدوء!!
....
....
....
ومر وقت لا يعلم إن كان قصيرا أو طويلا..أحس أنه انتهى من عرضه دون أن يفقد نشاطه ومتعته، شعر بنوع من الرضى يغمر نفسه، واقتنع أنه نجح في إيصال رهاناته..وأن خطابه قد هيمن على القاعة كلها..جمع أوراقه.. وضعها داخل ملفه الأنيق..طاف بعينيه هنا وهناك وكأنه يبحث عن شيء، أو ينتظر شيئا..وظل الصمت الجميل مهيمنا على كل الأرجاء..ذلك أن الكراسي بالقاعة ..
كانت فارغة!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق