الرجوع الى الخلف أهلا بكم في مدونتي

الثلاثاء، يوليو 07، 2009

رسالة كويلهو إلى بوش


شكرا لك أيها القائد الكبير، جورج و. بوش، شكرا لتوضيحك للجميع، ما يمثله صدام حسين من خطر، فلربما أن الكثير منا قد تناسى استعماله الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، وضد الأكراد والإيرانيين. حسين ديكتاتور دموي، ومن أكثر العبارات المجسدة للشر اليوم.لكن لدي أسباب أخرى لشكرك، فخلال الشهرين الأوليين لسنة 2003، عرفت كيف توضح للعالم أشياء كثيرة، ومن أجل ذلك تستحق امتناني.هكذا، وأنا أتذكر قصيدة حفظتها في صغري، أريد أن أقول لك شكرا.شكرا لتوضيحك للجميع أن الشعب التركي وبرلمانه ليسا سلعة للبيع، حتى ولو كان الثمن 26 مليونا من الدولارات.شكرا لكشفك للعالم عن الهوة السحيقة الموجودة بين قرارات الحكومات وبين رغبات شعوبها. ولإظهارك بوضوح أن خوسي ماريا أزنار وتوني بلير لا يكنان أي احترام للأصوات التي انتخبتهما ولا يعطيانها أي اعتبار. فأزنار قادر على عدم الالتفات إلى 90% من الإسبانيين المعارضين للحرب. وبلير لا يهتم بأكبر تظاهرة شعبية في الثلاثين سنة الأخيرة بأنجلترا.شكرا، لأن تعنتك أجبر توني بلير على التوجه إلى البرلمان البريطاني بملف مزور، حرره طالب منذ عشر سنوات، ليعرضه كـ ” حجج دامغة جمعتها الأجهزة السرية البريطانية “.شكرا لتصرفك بشكل جعل كولين باول يتعرض لمهزلة وهو يقدم لمجلس الأمن بالأمم المتحدة، صورا اعترض عليه علنيا بعد أسبوع، المفتش المسؤول عن الأسلحة العراقية هانز بليكس.شكرا لأن موقفك أكسب الوزير الفرنسي للشؤون الخارجية دومينيك دو فيلبان، وهو يتلو خطابه ضد الحرب، شرف التصفيق المطلق في جلسة منعقدة – الشيء الذي ، حسب اعتقادي ، لم يحدث إلا مرة واحدة في تاريخ الأمم المتحدة، بمناسبة خطاب نيلسون مانديلا.شكرا، لأنه بفضل مجهودك لصالح الحرب، اتفقت الدول العربية – المنقسمة غالبا – على إدانة الاجتياح خلال لقاء القاهرة في الأسبوع الأخير لفبراير.شكرا، لأنه بفضل بلاغتك المؤكدة لخط الأمم المتحدة في إظهار أهميتها، جعلت البلدان الأكثر تحفظا تنتهي باتخاذ موقف ضد مهاجمة العراق.شكرا لسياستك الخارجية التي قادت الوزير البريطاني للشؤون الخارجية جاك سترو، إلى التصريح في خضم القرن الواحد والعشرين بأن ” حربا قد تكون لها تبريراتها الأخلاقية !! “، وبذلك فقد كل مصداقيته.شكرا لمحاولتك تقسيم قارة أروبية تكافح من أجل وحدتها، وهي ملاحظة لن تمر هباء.شكرا على تحقيقك أشياء قلما ينجح فيها أشخاص في قرن من الزمن: جمع ملايين الأشخاص، في جميع القارات، للنضال من أجل فكرة واحدة، رغم تناقضها مع فكرتك.شكرا لإشعارنا من جديد بأن أقوالنا – رغم عدم الالتفات إليها- هي منطوقة على الأقل، وهو ما يضاعف من قوانا مستقبلا.شكرا على إهمالك لنا، وعلى تهميشك لكل من عارض موقفك، لأن مستقبل العالم هو للمنبوذين.شكرا، لأنه بدونك، لم نكن لنعرف قدرتنا على الصمود. ومن الممكن ألا ينفع اليوم ذلك، ولكن، من المؤكد أن يكون ذلك مفيدا غدا.والآن، وطبول الحرب تبدو مدوية بصورة مصممة، أريد أن أتبنى كلمات ملك أروبي، وجهها قديما لأحد الغزاة:” لتكن صبيحتك جميلة، ولتلمع الشمس على ذروع جنودك، لأنني في هذه العشية سأهزمك “.شكرا، لإتاحتك لنا – نحن الجنود المجهولين المتجولين في الشوارع من أجل توقيف سيرورة سارية – فرصة اكتشاف الإحساس بالعجز، وتعلم مواجهته وتغييره.إذا، تمتع بصبيحتك، وبما يمكنها أن تجلب لك من أمجاد.شكرا، لأنك لم تلتفت إلينا، ولم تحملنا على محمل الجد، واعلم بأننا نحن نسمعك، ولن ننسى أقوالك.شكرا، القائد العظيم جورج و. بوش.باولو كويلهو
ترجمة محمــد فـــري [ عن ترجمة فرنسية من البرتغالية ( البرازيل ) لفرنسواز مارشان سوفانياركيس]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

....

...